top of page
  • مدير النشر

مطلوب من الجميع التصدي لهذه "الجيوب" التي لا تريد تقدم المغرب



شكلت قضية" اسكوبار الصحراء" ، و تداعياتها، تحركات مشبوهة داخل بعض المؤسسات العمومية المغربية، كما حركت اعتقالات بعض المسؤولين العموميين و بعض المنتخبين و بعض البرلمانيين، جيوبا و رؤوسا كانت منغمسة في مستنقعات الفساد مستعملة مناصبها و تزواج المال و السلطة، و كونت شبكات متجذرة و متوغلة في مراكز مختلفة و قطاعات مهمة و أساسية ، ما أهلها لتخرج و في بعض الاحيان للعلن للحفاظ على تحكمها و سيطرتها على الاقتصاد و السياسة و منابع الثروة و المناصب…

و استولت هذه الجيوب المقاومة لمحاربة الفساد بعض وسائل الإعلام " المشرية" الغير المستقلة للترويج لصورة مغايرة و التشهير بفاضحي الفساد و اعطاء صور مصطنعة لأشخاص مشتبه فيهم و تقديمهم على انهم و طنيون و حقوقيون ، و مدافعون عن الملكية…، كما اعتمدوا في برامجهم على خلق ذباب إلكتروني و بلطجة تخدمهم و تروج لمصداقيتهم المزيفة…و أسّسوا بعض الجمعيات و المجموعات و بعض المراكز و بعض النوافذ لضمان سيطرة شاملة على الاخضر و اليابس، حتى يعزلوا الصادقين من الشعب و تلفيق التهم لهم بسهولة و تحطيم مستقبلهم بسهولة و الزج بهم مكرا و غدرا في غياب السجون بسهولة…

و مما حرك هذه الجيوب النائمة التي لا ترغب في الثوبة، لان لا مصلحة لها في محاربة الفساد بل هي تنتعش من وجود الفساد و استمراره، هو من يحميها من قلب مراكز القرار، لانه في الواقع لايمكن ان تستمر بدون حماية من القمة..

لكن نجاعة استقلالية النيابة العامة ، و دخول الامن و الدرك كشريكين مهمين و الرغبة الكبرى في القيام بالواجب و تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة ، جعلت حسابات "جيوب المقاومة" التي لاتقبل ان يحارب الفساد او تنعث بالفساد تعرف ارتباكا واضحا، مما جعلها تفتح باب جهنم على المغاربة و تقطف ما رأته يمسها، و تصول و تجول يمينا و يسارا لانها أحست بان وقت المحاسبة حان، و هذا يرجع فيه الفضل الى يقظة الشعب المغربي و فضحه للفساد متحديا بذلك تلك الجيوب المقاومة التي دمرت قيم المجتمع المغربي، و اهملت اهم القطاعات الأساسية بل استعملتها فقط للصفقات والربح، و تركت الصحة و الشغل و التعليم العمومي للمجهول و الاهمال ، كما دفعت بالأدمغة للهجرة ، و بالمرأة الشريفة للهجرة حتى ينفردوا بثروات الوطن و بدون محاسب…

و جعلوا الحقوق و الحريات معلقة و في قاعة الانتظار و في الأرشيفات مجمدة…ورغم ما يدفعه المواطن من ثمن باهض بحيث يقبع المئات من الاحرار من نساء ورجال و صحفيين و حقوقيين و شباب ، في السجون المغربية بسبب فضحهم للفساد …

و رغم هذا الواقع الصعب و المر ، اعادت استقلالية النيابة العامة و النزهاء من المحققين ذوي الضمير المسؤول بصيصا من الثقة في الرغبة في محاربة الفساد…و لحد الساعة يقبع عدد من البرلمانيين في السجون بسبب قضايا فساد …

و الانكى من هذا، ان ما يعاني منه المغرب اليوم و في العهد الجديد هو بقايا الاستعمار، والتي تشكلت مع مرور الزمان في اخطبوط قديم جديد ، نتجت عنه ولادة جيوب مقاومة لا ترغب في التغيير و لا ترغب في الالتحاق بجنب الشعب و الملك و جنب النزهاء من مسؤولي بعض المؤسسات لمواجهة الفساد و اللوبيات الفاسدة وحماية المال العام و العمل من اجل المصلحة العامة…

و لهذا مطلوب من الجميع التصدي لهذه الجيوب التي لا تريد تقدم المغرب ..

ملفات مغربية ساخنة

عن وكالة صوت المغرب نيوز

bottom of page