لا لقفة رمضان ياملك، نعم للتوزيع العادل للثروة و للحقوق وللحريات في المغرب

يحل الشهر المبارك رمضان هذه السنة و كعادته تحل معه إرهاصاته، و تداعياته و خيراته و متناقضاته، و ألوانه و مأكولاته و رائحته الخاصة، و معاناة الفقراء و المحتاجين من الشعب و هم كثيرون ، و رغم ظروفهم الصعبة و تحملهم ثقل الحياة اليومية من غلاء الأسعار و قلة اليد والبحث عن قوت العائلة اليومي وفي انعدام توفير الدولة الوصية لقطاع صحي جيد و غياب الشغل و غياب تعليم عمومي جيد و غياب سكن لائق و غياب التواصل مع المواطن المحتاج ، يستقبلون رمضان بإيمان قوي ويرفعون ايديهم للخالق الرحمان بخشوع وطمأنينة وسكينة و دموع و طلبات بعد ان تخلى المسؤول و المنتخب عن الاستجابة لمطالبهم و تأمين حقوقهم و حماية مواطنتهم الكاملة…

و في ظل الأوضاع التي يعيشها المواطنون ، و رغم تقدم السنوات و تطور الحلول ، لم تتطور و لم تتغير الحلول الترقيعية التي تقوم بها الحكومات المتعاقبة و بعض مسيري الشأن العام المغربي ، بل يواصل بعضهم نفس الطرق الغير الناجعة و المذلة لكرامة المواطن المغربي ، و توزيع بعض الصدقات عليه و مباشرة تنقل المراسيم المذلة عبر التلفاز العمومي و الإعلام العمومي الغير المستقل، و بدون احترام على الاقل لخصوصيات المعوزين…

و يدفع بعض المسؤولين الملك محمد السادس لتوزيع قفة رمضان و التي لا تزيد قيمتها المادية عن خمسة مائة درهما، و اما رمزيتها فهي المذلة و سوء التسيير و عدم التوزيع العادل للثروة…

فكيف يعقل لملك البلاد ، شفاه الله، ان يخضع لفكرة توزيع الثقة الرمضانية و هو كان قد تساءل عن اين الثروة؟

وكيف لملك مسؤول عن حماية الحقوق و الحريات ان يقبل حملة قفة رمضان " المهزلة" و هو و من الواجب يحرص على محاربة الفقر و الفساد…

فالمواطن المغربي المحتاج لايحتاج للصدقات و لا لبروتوكولات توزيع الصدقات ، بل يحتاج لحقه في ثروات بلاده ، من فوسفاط وذهب وفضة و مقالع الرمال و البير و البحر…

أنا مواطن مغربي اعيش في الخارج لمدة تقارب تلاثين سنة، اتساءل كيف لملك البلاد محمد السادس و الذي نكن له كل الاحترام و التقدير، ان ينخرط في توزيع هذه الثقة المذلة مرة كل السنة ، و هو متبصر و حكيم و مسؤولا اولا على حماية الحقوق و الحريات..

ماذا عساي ان اقول، رجاءًا لا تدفعوا الملك لتوزيع القفة الرمضانية، بل يجب العمل على التوزيع العادل للثروة، و تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة، و محاربة الاثراء الغير المشروع ، و حماية المال العام ، و تحقيق العدالة الاجتماعية الحقيقية،و محاسبة المسؤولين الفاسدين ….و رمضان كريم للجميع..

ملفات مغربية ساخنة

عن وكالة صوت المغرب نيوز