top of page
  • مدير النشر

كرة القدم والاولوية في المغرب…



احببت لعب كرة القدم منذ صغري ، و تابعت مباريات دولية ، و شجعت اعز منتخب و هو منتخبنا الوطني المغربي ، و دخلت لحضور لقاءات كروية ، بروح رياضية..

لكن لم نغفل يوما عن الدراسة…

كان التعليم العمومي له أولويته و تبقى الكرة في المرتبة الثانية ، كباقي أنواع الرياضات..

اليوم اصبحنا نرى ان اضخم الميزانيات تخصص لكرة القدم ، و في مغربنا العزيز ، الذي هو لا يزال في طور البناء من اجل تحقيق دولة تهتم بحقوق المواطنين و حرياتهم و مطالبهم ، بحيث تخصص الملايير لكرة القدم ، و لا يعرف المواطن مصاريف هذه الاموال التي هي من المال العام و من حق الشعب معرفة اين تصرف و من و كيف و لماذا و متى ؟

نعم الانتصارات جميلة و كلنا نحب ان يفوز المنتخب الوطني المغربي و ان يتصدر المباريات ، لكن يجب مراعاة معيشة الشعب مطالب الشعب و حقوق الشعب، فالشعب المغربي من أولوياته الصحة و التعليم و الشغل و السكن اللائق و الكرامة ثم الكرة، فالشعب المغربي و خاصة الشباب و النساء في حاجة ماسة إلى شغل قار و اهتمام خاص و تعليم عمومي جيد، فالشعب المغربي في حاجة إلى حماية اجتماعية حقيقية وليس صدقات موسمية انتخاباتية، فالشعب المغربي يريد ان يرى نصيبه من الثروة في المستشفيات المجهزة و التعليم الجيد و توفير سكن لائق و ادوية مجانيّة و راتب شهري يحفض الكرامة للمحتاجين من الشعب ، حتى لا يترك اي احد في الوراء…

كيف يمكن لمسؤول ان يسمح لنفسه التركيز على تخصيص أموال طائلة من المال العام لبناء اكبر ملعب كرة في العاصمة الاقتصادية التي يعاني اغلبية شبابها من العطالة ، و انتشار المخدرات و الجرائم…و غياب تعليم عمومي جيد و غياب معاهد متخصصة لتكوين المهن ….؟

كيف حتى ان يفكر بعض المسؤولين الذين يحملون مفاتيح صناديق المالية العامة ، في تخصيص أموال ضخمة لكرة القدم و اغلبية الشعب تعيش تحت عتبة الفقر ؟

ان حماية المال العام اصبح في خطر في المغرب في ظل غياب قوانين صارمة و رادعة و تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة، و محاسبة و مساءلة المسؤولين العموميين على القطاع….

كيف يعقل ان يوقع المسؤول على الميزانية باليمنى على قروض دولية ضخمة، باسم التنمية و باسم التعليم و باسم الشعب المفقر…و في نفس الوقت تخصص اموالا طائلة لكرة القدم باليد اليسرى و رواتب ضخمة خيالية للاعبين، و للمطاعم و للفنادق….

ان المواطن المغربي اليوم اضحى واقفا مصدوما في قاعة الانتظار ، بدون حقوق و بدون تحقيق للمطالب و بدون حريات و بدون صحة و بدون شغل و بدون مستشفيات و بدون سكن و بدون ماء، بدون مراحيض و بدون مواطنة كاملة…

 اذن اين الضمير المسؤول ؟ من يحاسب من ؟ و اين الحكم ، و المال العام المخصص لكرة القدم المغربية يطرح اكثر من تساءل…

افتتاحية صباح الخير ياوطني

عن صوت المغرب الحر

bottom of page