top of page
  • مدير النشر

ذكرى 20 فبراير ، مطالب المغاربة من اجل الكرامة و العيش الكريم متواصلة


يستيقظ المواطن المغربي اليوم 20 فبراير، و بعد 13سنة ، على تخليد ذكرى متميزة ابانت عن مدى اهمية مشاركة المواطن المغربي في التغيير ، و الدور الذي يمكن ان يقوم به و يصبح مواطنا قويا مؤمنا بالدفاع عن حقوقه و حرياته ، و يؤكد انه المواطن نفسه، هو المحور الرئيسي في التغيير و في تحقيق مطالبه المشروعة و في تحقيق دولة الحق و القانون ودولة الحقوق و الحريات…ودولة التوزيع العادل للثروة لا دولة "الصدقات"…

ان المواطن القوي هو الذي لا يقبل ان يعيش بمواطنة ناقصة، فالمواطنة هي يجب ان تكون كاملة و محمية و مضمونة من طرف النظام و مكوناته ، و ان لا تكون ورقة مساومة بل فهي العمود الفقري لتقدم الدول…

و عليه اليوم ، لا بد ان يتساءل المواطن المغربي ماذا تحقق منذ 13 سنة لحد الساعة، و بالضبط منذ المظاهرات الكبرى التي خرجت في المغرب و في كل مدنه و قراه تطالب بوقف الفساد و محاسبة الفاسدين ، و تفعيل ربط المسؤولية

 بالمحاسبة و حماية المال العام، و حماية الحقوق و الحريات…؟

وعلينا أن نتساءل كذلك ماذا تحقق و بالظبط منذ خطاب الملك محمد السادس 9 مارس الشهير؟

من الملاحظ ان التغيير طالب به الشعب ، بعدما انتشر الفساد في كل ركن من اركان الدولة، والملك جاء بحلول ثورية بل ذكية لإخراج النظام الملكي عبر سفينة النجاة الى شاطيء الأمان…

و بالفعل خلق تجاوب الملك محمد السادس مع مطالب الشعب المغربي آنذاك ، خارطة طريق عملية توثق لمغرب عاقل قادر على الحوار و النقاش و التجاوب بين الجميع من اجل مغرب يتسع للجميع…

لكن و رغم تغيير الدستور و برمجة الخطب الايجابية، و اخذ الاعلام العمومي مهمة الترويج ، و ركب من ركب على موجة التغيير من الاحزاب التي كانت مؤهلة للقفز على ما حققه الشارع المغربي بفضل الشعب المغربي ، و خاصة الشباب الذين انتفضوا ضد "خزعبلات"العيش الكريم…

و هكذا استغل السياسيون المشهد الشعبي الملكي، وبدأوا في تنفيذ مخططاتهم الحزبية لصالحهم…

و رغم ما يتحدث عنه البعض من صانعي القرار و مسؤولي الشأن العام المغربي، انه قدتحقق الكثير منذ انتفاضة الشعب و تجاوب الملك ، يبقى الجواب و بكل صراحةواقعية ان المستفيد الاكبر هو الاحزاب السياسية التي عملت على تحويل نتائج الحراك الشعبي لفائدتها، و هكذا اذن دخل المغرب مراحل اعادة اغلاق نوافذ التظاهر و تكميم الأفواه و تعليق تاكتيكي للحريات و الحقوق و تواصل الاعتقالات و تلفيق التهم ، حتى صارت بعض الاحزاب المشاركة في الحكومات و منذ 20 فبراير لحد الساعة ، تتعامل و كانّها " دويلات" داخل المملكة…

فاكتضت السجون بالشباب و انتشرت الجريمة، و اصبحت المخدرات منتشرة في كل مكان في القرى و المدن و المدارس …حتى بعض اعضاء البرلمان و بعض اعضاء الاحزاب متهمون بالاتجار في المخدرات، و نهب المال العام …و الشطط في استعمال السلطة…

و عوض ان يهتم صانعوا القرارات في المغرب بتفعيل الدستور و بتفعيل خطب الملك و الاتفاقيات الدولية، ارتأوا الدخول في متاهات لا تنتهي ، ففي كل يوم نسمع باعتقال صحفي و يوتوبر و مدون على اثر تدوينة تطالب بحماية الحقوق والحريات و تطالب بالتوزيع العادل للثروة..

كما ظهر لوبي اعلامي يختص في التشهير و زرع التفاهة ، و ظهرت بعض المواقع الممولة مختصة في التشهير بالحقوقيين و الصحفيين على مراى و مسمع من السلطات المغربية ، و تم زرع بلطجة تابعة للوبيات الفساد في السفارات المغربية في الخارج و في القنصليات المغربية في الخارج، كما ظهرت بعض الجمعيات و بعض المجموعات التي تختفي وراء العمل الجمعوي، ووراء صور الملك و وراء العلم الوطني ، لتصبح هي الأخرى تحصل على نصيبها من المال العام و الامتيازات ، و تبحث فقط عن المصالح الخاصة….

زد على ذلك ما يعرفه قطاع التعليم العمومي و قطاع الصحة و قطاع التشغيل و هجرة الأدمغة المغربية للخارج، دلالة قاطعة على ان حليمة عادت إلى عاداتهاالقديمة…

ان انعدام وجود حلول جادة مع المواطنين وانعدام التجاوب معهم و انعدام الإنصات لهم و الاهتمام بقضاياهم، سيجعلهم يفقدون الثقة الكلية في ما تبقى، و سيخلق المزيد من الاحتقان الاجتماعي لانه و لحد الساعة يقوم صانعوا القرار في المغرب و مسيروا الشأن العام بحل مشكل بمشكل لان الفساد توغل في الأفق…

و في انتظار ان يفعل الملك محمد السادس دوره الحقيقي الدستوري في حماية الحقوق و الحريات و التوزيع العادل للثروة…وحماية المال العام و مواجهة الفساد و الفاسدين و تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة، و التواصل بجدية مع المواطنين المغاربة في الداخل و في الخارج وحل قضاياهم العالقة في ارشيف قاعات الانتظار في المغرب…

عن افتتاحية صباح الخير ياوطني

وكالة صوت المغرب للانباء

bottom of page