الغرور السياسي في المغرب، و دخوله لمرحلة الخطر

إذا كان الغرور معناه هو حب الشخص لنفسه بزيادة، وقد ينتج عنه الكراهية والحقد ونقصان التواضع، وتظهر تداعياته في الطبع والسلوك واستعراض النفس وحب الذات…

فالغرورالسياسي هو أحد الآفات التي يمكن أن تصيب شخصا ممارسا للسياسسة فتجعله يشعر بتضخم الذات لدرجة كبيرة وبتضخم الإنجازات وعظمة التوجهات والتفرد الشخصي بالقرارات و لو كانت عشوائية , وبالتوازي مع ذلك يكون ثمة شعور شديد بالخوف والتوجس والشك وعدم الثقة في كل المحيطين على اعتبار أن المؤامرات تحاك في الداخل والخارج ضد الشخص وضد الدولة وضد الشعب، و تستعمل هذه التوجسات لإسكات كل من يخالف المغرور السياسي، فتراه يبحث عن كبش فداء ضحية ليلهي الأنظار و يحول الأنظار، كي يبقى هو المعصوم من الخطاً، و بداخله يحس انه المثقف الاول و السياسي الاول و المخطط الاول في حزبه و عند خرجاته لإلقاء كلمة او حتى لأخذ صور مع الاشخاص او الطبيعة ، يحس و كانه هو الأقوى هو الأعظم هو الأجمل هو الوحيد الذي يتميز بأبهى الحلل…

و الغريب في الأمر ان المغرور السياسي في المغرب ، وصل إلى مرحلة الخطورة ، و اضحى ينفذ برامج بأية طريقة ، و بدون دراسة و بدون خطة و بدون استراتيجية و بدون احترام ارادة الشعب و لا ارادة الحاكم الفعلي و هو الملك و لا الدستور ولا القوانين الجاري بها العمل و لا المعاهدات الدولية، و لا ارادة حتى المحيطين به الذين يتحولون من موظفين مع الدولة إلى تابعين لهذا المغرور في انتظار منصب او هدية او ريع…

المرحلة الحالية في المغرب كثر فيها المغرورون السياسيين وجروا الشعب و الوطن و الملك إلى منطقة مكهربة ، و منطقة لا يمكن للعاقل فيها ان يميز بين الحق و الباطل و بين المعقول و الكذب و بين الصدق و الخرافة بين الوعود المبالغ فيها و الواقع، و بداوا في اجراء تجارب داخل المجتمع ، فمرة يروجون لدولة اجتماعية و مرة اخرى لدولة العناية السامية ، و مرات تطبيقا لتعليمات جلالة الملك ، و و صل بهؤلاء المغرورين السياسيين، الأمر إلى بداية إقناع المغاربة ان مثلا اليوم المغرب احسن من الدول المتقدمة الأوروبية….هذا ما يدور في اذهانهم، اما الواقع فهو شيء آخر… و هم بعيدون عن الواقعية و الصراحة و الحلول…

و هكذا اذن ان هذه المرحلة من الغرور السياسي التي وصل اليها بعض السياسيين الذين يسيرون الشأن العام المغربي ، تعتبر حاسمة اليوم و ستكون تداعياتها خطيرة على المواطنين و الوطن و النظام الملكي، و على مستقبل المغرب المجهول.

افتتاحية صباح الخير ياوطني

عن مدير نشر صوت المغرب الحر/*سعيد مصلوحي

*مدير نشر الوكالة الأوروبية الدولية للأنباء

*عضو جمعية الامم المتحدة فرع اوروبا الشمالية

*عضو المعهد الدولي للصحافة

*عضو بجمعية "بان" الكندية..