top of page
  • مدير النشر

الشباب المغربي بين الإلهاء الإعلامي و البوز و وسائل التواصل الاجتماعي



يعيش الشباب المغربي اليوم ظروفا مزرية ، محيرة ، فتراه تائها بين مختلف أنواع "التيليفوانات" و ماركاتها العالمية ، و البحث عن الويفي ، و الفايسبوك و الإنستغرام واليوتيوب و التيكتوك…و مرة اخرى تجده في صالون الحلاقة و هو يبحث عن هوية حلاقة شعره و تصفيفه بطريقة موضة جديدة، و مرة اخرى تجده يغني لوحده او في الشارع مع بعض الاصدقاء و هم يترقبون المارة او تجدهم في سيارة الشرطة مصطفون و هم في طريقهم إلى السجن بعد ان حكمت المحكمة عليهم بحمل الممنوعات او المتاجرة فيها او النصب او الإجرام او اعتراض سبيل شخص، او العقوق…

و قليل منهم اختار طريق التحصيل و الدراسة للخروج و مواجهة ازمة الشغل و العطالة و الإجرام…

لكن لنتساءل جميعا:

لماذا اصبح الشباب المغربي مهتما كثيرا بالخاويات ، و بالأشياء التافهة، و بالمتاهات، و هل هو وحيدا المسؤول ؟

هل هناك جهات ما تنهج و بطريقة ممنهجة سياسة الإلهاء للشباب ، لجرهم للبوز و جرهم للتفاهات و جرهم بالاهتمام بالفراغ و الخاويات؟

نعم ، و بالفعل لاحظنا مؤخراً ان هناك سياسة ممنهجة ضد وضع حد للشباب من الاهتمام بالسياسة و بالحقوق و بالحريات ، و سياسة مدروسة لإبقاء الشباب يضيع اجمل فترات عمره في الفراغ القاتل و عندما يبلغ سنا متقدما يجد نفسه بدون تكوين ولا تعليم و لا وعي حقوقي و يكون مجبرا على اتخاذ طرق منحرفة و المصير السجن والضياع …

و للإشارة ، تابعت امس على شاشة التلفزيون الفرنسي كيف يعمل الشباب السويدي و البرتغالي في العمل الإيجابي و خاصة حمايتهم للبيئة و نضالهم من اجل حماية الارض و الحقوق والحريات، و استطاعت هذه المجموعة الشابة التي لازالت تلتزم بالدراسة و في نفس الوقت بالنضال ، ان تجر دولا للمحكمة الأوروبية و ينتصروا في قضيتهم …

و أنا اتابع هذا البرنامج التلفزيوني ، تأثرت على ابناء وطني الشباب الذين أصبحوا يدورون في حلبة مفرغة و حين يصيبهم العياء مصيرهم السجون، نعم تأثرت و تساءلت لماذا و كيف و من و متى سيستفيق الضمير المسؤول في المغرب من الذين بيدهم تسيير الشأن الشبابي في المغرب ان يثوبوا و يستغفروا ربهم و يبتعدون عن تضليل الشباب وإلهائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي و البوز و الإعلام" المبيوع"، و تحويل راي الشباب عن واقعهم الأساسي و عن الدفاع عن الحقوق والحريات و خاصة الحق في التعليم العمومي الإجباري الجيد والمجاني، و الحق في الصحة العمومية المجانية و الجيدة والحق في التكوين المهني الجيد و الحق في الشغل و الحق في السكن اللائق…

ان ما يتعرض له الشباب في المغرب من ضياع وتأثير سلبي ممنهج يدفعنا جميعا إلى تحمل المسؤولية و حماية ما تبقى لانهم هم المستقبل ….


ملفات مغربية ساخنة

عن مدير نشر صوت المغرب الحر

bottom of page