top of page
  • مدير النشر

الحقيقة المرة…لوحة مصغرة امام الملك تبين بالأرقام عدد المواطنين المحتاجين



اثار انتباهي و أنا اتابع تدشين الملك عملية رمضان و توزيع القفف " المهزلة " لوحة تبيانية تبرز اعداداً هائلة من الفقراء سيستفيدون من القفف المخصصة، و التي انجزت السلطات المسؤولة لائحة المستفدين في كل أقاليم المملكة…

جميل العمل الإنساني و تقديم الصدقات، لكن عندما يتعلق الأمر بمملكة و بملك و بشعب و بثروات الوطن ، و في نفس الوقت نرى ان فئة قليلة من اللوبيات متحكمة في الاقتصاد و منابع الثروات و خيرات المغرب، و تعيش في مغرب آخر لا مكان للفقير في عالمهم و لا مكان للمحتاج في دائرتهم ، و مع هذا يعيش اغلبية الشعب تحت خط الفقر ، و يعيش معظم المواطنين و المواطنات في ظروف مزرية….

و عوض ان تعمل الحكومات المتعاقبة على تسيير المغرب بجنب الملك و بجنب مستشاري الملك و بقية المخزن، بنهج استراتيجيات واضحة لمواجهة الفساد و محاربة الفقر ، و اعتماد سياسات اقتصادية ناجعة تركز في دوائرها على المواطن و الاستثمار فيه، تجاهل بعض مسيري الشأن العام المغربي المواطن و خاصة المحتاج ، و تركوه يتخبط في ويلات الفقر و قلة اليد و تركوه وحيدا و يوميا بين المد و الجزر و تقذفه امواج الحياة هو و عائلته و بقي بدون مستشفيات جيدة و بدون تعليم عمومي جيد و بدون سكن لائق و بدون شغل….

لكن ذكاء هؤلاء الذين يعرفون من أين تاكل الكتف، جعلهم ينهجون سياسات عمومية ترقيعية غير ناجعة، و مضحكة و اضحت مهازل…

فكيف رأوا انفسهم اولا امام هذه اللائحة و مدون بها ملايين من الفقراء ، و خرج الملك في موكب رسمي يكلف ملايين الدراهم ليرى هذه اللائحة و تقدم له شروحات عن كيفية التوزيع و عن ما تحمله القفف من زيت و سكر و أرز و مهازل…



الم يستطيع مستشاروا الملك ان يقولوا الحقيقة للملك ؟ او ينبهوه بمهزلة العملية و لا تليق بالمقام العالي؟ ألم يستحيي من هو مسؤولا عن هذا البرنامج ؟

ان توزيع القفف و اشراف الملك على تدشينها و توزيعها، بعيدا عن لغة الاعلام العمومي ، هي مهزلة حقيقية و هي تبين فشل السياسات العمومية الممنهجة التي لم تقدر على مواجهة الفساد المستشري و الفقر …

فالفقراء في المغرب يزدادون فقرا و الأغنياء يزدادون غنى و اهل التحكم يزدادون تحكما في السياسة و البرامج و الاقتصاد …

لنتساءل و بوضوح ، لان الوطن يحب الصراحة و الحقيقة ، كي يعرف من ينهب ثرواته و من يضحك على مواطنيه…

اين الثروة؟ هذا السؤال طرحه الملك سنوات مضت ، وإذا تعمقنا في هذه الثروة العظمى ومن ينهبها ، فالمواطن المغربي يعرف حق المعرفة بان تواطئ اللوبيات المتحكمة اغلقت أمامه باب الفرص للاستفادة من خيرات الوطن ، في ظل انعدام تفعيل المبدا الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة ، و في ظل غياب تجريم الاثراء الغير المشروع ، و في غياب محاسبة المسؤولين الفاسدين ….

ان مسوولية الملك في اعطاء لذي حق حقه عظمى ، و خاصة التوزيع العادل للثروة و ذلك ببناء مستشفيات مجهزة و مدارس عمومية في المستوى و توفير تعليم جيد عمومي، و شغل ، و سكن لائق للمحتاجين ، و راتب شهري لجميع المواطنين يمر لحسابهم البنكي عوض قفة الشوهة و الذل و الاهانة …تقبل الله صيامكم و صلواتكم.

عن افتتاح صباح الخير ياوطني

وكالة صوت المغرب نيوز


bottom of page