زعماء العالم يحتفلون بمئوية صمت بنادق الحرب العالمية الأولى
تجمع نحو 70 من زعماء العالم تحت سماء ملبدة بالغيوم عند قوس النصر في باريس اليوم الأحد لإحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى
وانضم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعشرات من الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى، إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإحياء لحظة توقف نيران البنادق في مختلف أرجاء أوروبا قبل مئة عام
وهذه المراسم التي تشهدها باريس هي محور فعاليات عالمية لتكريم نحو عشرة ملايين جندي قتلوا خلال الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1914 و1918. وتأتي إحياءً لذكرى لحظة دخول الهدنة، التي جرى توقيعها في شمال شرق فرنسا، حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من عام 1918
وأثناء مرور موكب ترامب في شارع الشانزليزيه متجها إلى قوس النصر ركضت محتجة عارية الصدر من منظمة "فيمين" المدافعة عن حقوق المرأة صوب الموكب لتصل إلى مسافة بضعة أمتار فقط قبل أن تلقي الشرطة القبض عليها
ووقف زعماء العالم تحت مظلة زجاجية كبيرة عند قوس النصر الذي بناه الإمبراطور نابوليون عام 1806 لحضور المراسم. وكان آخر الواصلين هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي صافح ماكرون وميركل ثم ترامب ثم رفع إصبع سبابته للرئيس الأميركي كعلامة على التأييد
ووقف ماكرون في وضع انتباه في حين عزفت الفرقة الموسيقية العسكرية النشيد الوطني الفرنسي قبل أن يسير تحت المطر لتفقد الجنود. ثم احتل مكانه تحت قوس النصر، في حين أدى عازف التشيلو الشهير يويو ما جزءا من إحدى سيمفونيات باخ
وفي تعبير نادر لعواطف الزعماء، تشابكت أيادي ماكرون وميركل أمس السبت خلال مراسم أريد لها أن تكون مؤثرة لإحياء ذكرى توقيع الألمان والفرنسيين على اتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب، حيث كان الصراع بين بلديهما أحد أكثر الصراعات دموية في التاريخ وأعاد صياغة سياسات أوروبا وتركيبتها السكانية، غير أن السلام لم يدم طويلا فبعد 20 عاما غزت ألمانيا النازية جيرانها
ويستضيف ماكرون اليوم الأحد منتدى باريس للسلام الذي يسعى إلى تعزيز نهج تعددي للأمن والحكم وتجنب الأخطاء التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى
وقالت ميركل في بيان إن المنتدى يظهر أن "هناك اليوم إرادة، وأتحدث هنا بالنيابة عن ألمانيا وبقناعة تامة، لفعل كل شيء من أجل تحقيق نظام أكثر سلمية في العالم، رغم أننا نعلم أنه ما زال لدينا كثير من العمل لننجزه