مدير ديوان الرئاسة الفرنسية يدلي بافادته في فضيحة بينالا
© ا ف ب/ارشيف | الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون (يسار) وبجانبه كريستيان بينالا
سيمثل مدير ديوان الرئاسة الفرنسية باتريك سترزودا الثلاثاء امام لجنة برلمانية على خلفية قضية الكسندر بينالا المسؤول في الامن الرئاسي السابق الذي ظهر في تسجيل فيديو وهو يضرب متظاهرين
وتكاثرت التساؤلات بعد ان اعلن وزير الداخلية الفرنسي وقائد شرطة باريس في شهادتيهما الاثنين انهما لم يكونا على علم بمشاركة بينالا في عملية الشرطة خلال تظاهرة الاول من ايار/مايو
والاثنين اعلن آلان جيبلان وهو مسؤول في الشرطة امام اللجنة البرلمانية ان بينالا، خلافا لما يدعيه ، لم يكن يحمل تصريحا رسميا بالمشاركة في العملية بصفة "مراقب
ومن المقرر أن تستمع لجنة التحقيق الثلاثاء إلى كل من سترزودا ورئيسة المفتشية العامة للشرطة الوطنية ماري-فرانس مونيغير غيومارك
واستغلت المعارضة الفضيحة التي ادت الى شلل في البرلمان واتهمت الحكومة بانها تحاول حماية بينالا
ولم يوقف بينالا (26 عاما) عن العمل سوى لأسبوعين في ايار/مايو بعد اطلاع مكتب الرئاسة على فيديو يظهره معتمرا خوذة شرطة مكافحة الشغب وواضعا شارة الشرطة على ذراعه وهو يتعرض بالضرب لمتظاهر
لكن لم يتم ابلاغ النيابة العامة بالاعتداء على الرغم من ان القانون يفرض على الرسميين اخطار السلطات القضائية باي خرق للقانون
والثلاثاء اعلن رئيس الحكومة الفرنسية ادوار فيليب "انا اعلم بان البعض قد يتساءل ما اذا كان القرار المتخذ كافيا
وتابع فيليب ان "جمهورية تسعى لكي تكون نموذجية ليست دائما مثالية" مضيفا "لم يتم اخفاء اي شيء ولم يتم السكوت عن اي شيء
واعلن زعيم حزب "الجمهوريون" من المعارضة اليمينية كريستيان جاكوب الثلاثاء ان تكتله سيتقدم بمذكرة لحجب الثقة عن الحكومة الفرنسية في اطار قضية بينالا، الا انه اقر بأن المذكرة "لن تؤدي الى اسقاط الحكومة" نظرا الى الاكثرية العريضة جدا المتوافرة للحزب الرئاسي وحليفه
- "بانتظار اجوبة" -
ويواجه بينالا اتهامات بممارسة العنف وانتحال صفة شرطي، لكن لم يتضح بعد من اعطاه شارة الشرطة وجهاز الاتصالات.
ودان بينالا الاثنين "الاستغلال الاعلامي والسياسي" لتدخله في التظاهرة موضحا انه كان يرغب في "مساعدة" الشرطيين في مواجهة المتظاهرين، وذلك في بيان صادر عن محاميه
وفي البيان قال بينالا انه رصد في ذلك اليوم "شخصين عنيفين" واراد "المساعدة في السيطرة عليهما" كما تتيح في نظره مادة في قانون العقوبات
وتابع ان "هذه المبادرة الشخصية تستخدم اليوم للمساس برئاسة الجمهورية
واعلنت الرئاسة انها اسندت لبينالا مهمات ادارية لكنه ظهر مرارا بين المرافقين الامنيين للرئيس ايمانويل ماكرون
والاثنين اعتبر وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب ومفوض الشرطة ميشال ديلبويش انه كان من مسؤولية الرئاسة ابلاغ القضاء باعمال العنف المرتكبة من جانب موظف لديها او فرض العقاب المناسب
وقال اوليفييه فور امين سر الحزب الاشتراكي (معارضة) في حديث مع محطة "ار تي ال" الاذاعية "هناك مشكلة مسؤولية. على الرئيس البدء بالرد على اسئلة الصحافيين"، مضيفا "المواطنون الفرنسيون ينتظرون اجوبة".
وأعلن ماكرون أنه لن يشارك في مرحلة من سباق فرنسا الأربعاء في البيريني (جنوب غرب). وقال مقربون من الرئيس إن هذا التغيير سببه أنّ رئيس الوزراء حضر الأسبوع الماضي مرحلة من السباق ولا علاقة له بقضية بينالا
والثلاثاء نشر ماكرون اول تغريدة له منذ خمسة ايام، وهو نادرا ما توقف فترة مماثلة عن التغريد، قدم فيها تعازيه بضحايا الحرائق في اليونان
- تراجع الشعبية -
واظهر استطلاع اجرته ايبسوس ونشر الثلاثاء تراجع شعبية ماكرون الى ادنى مستوياتها منذ ايلول/سبتمبر 2017 تزامنا مع قضية بينالا
وافاد الاستطلاع الذي اجري لحساب مجلة لوبوان بعد يومين من كشف صحيفة لوموند قضية بينالا ان نسبة مؤيدي ماكرون تراجعت اربع نقاط وبلغت 32 في المئة
وقال مدير شركة الاستطلاع "اوبينيون واي" برونو جانبار "على الارجح كان عليه ان يقول شيئا مباشرة... وان يقر بان العقوبة المتخذة كانت خاطئة
وقال برونو كوتر وهو محلل سياسي في باريس "المشكلة ليست سوء تصرف الكسندر بينالا بل الهيكلية التي سمحت بحصول ذلك
وتابع "مهما كانت التداعيات الادارية والقضائية لهذه القضية، فان ما قبلها لن يكون كما بعدها بالنسبة لماركون".
وطرد بينالا الجمعة بعد ان نشرت صحيفة "لوموند" شريطا مصورا بواسطة هاتف ذكي يظهره وهو يتعرض بالضرب لمتظاهر تحت انظار شرطة مكافحة الشغب
ونشرت الصحيفة لاحقا تسجيلا آخر يظهر بينالا وهو يطرح امرأة ارضا
والى بينالا تم توجيه تهمة ممارسة العنف لفنسان كراز الموظف الامني في حزب "الجمهورية الى الامام" والذي كان موجودا ايضا في المكان
كذلك تم توجيه الاتهام الى ثلاثة من كبار ضباط الشرطة بسبب تسليم بينالا لقطات كاميرات مراقبة صورت الحادث
وكالات