سؤال اليوم: لماذا تستمر بعض أنظمة الدول العربية في تحقير مواطنيها والانتقام منهم؟
في نظركم، لماذا تستمر بعض أنظمة الدول العربية في تحقير مواطنيها و الانتقام منهم، و في كثير من الاحيان تتفنن في صنع و تلفيق تهم خيالية لمن طالب بحقه أو لمن عبر عن رأيه الحر ؟ فتنجز هذه الانظمة تقارير استخباراتية وهمية، و تخلق قضايا و مشاكل و تهدد عائلات و الزج بالالاف في السجون و تبيع مواطنيها في المزاد العلني لدول اخرى، و تبذل جهودا فارغة في تتبع مواطنيها في ماذا ياكلون و مع من يأكلون ويخافون حين يحمل مواطنوها كتابا او يكتبون كتابا او يقرؤون كتابا او يحررون مقالا او يقولون " لا و أصبحت بعض هذه الانظمة العربية تسخر "بائعات الهوى" في ملاحقة مواطنيها و في بعض الاحيان تصل الى مستوى خطير و هو محاولات تسميم مواطنيها اوتخذيرهم او التحريض ضدهم او ارسال "بلطجة" لترويعهم و زعزعة استقرارهم العائلي
في الوقت الذي تحترم فيه الدول الديمقراطية مواطنيها و تحميهم و تدافع عنهم و تساعدهم ماديا و معنويا ، فإن جاعوا فالقوانين الاجتماعية جاهزة ليل نهار لتوفير الاكل، و إن فشلوا تأخذ بيدهم إلى النجاح و إن مرضوا تتكفل بهم ولو في أقصى القارات و تعيدهم عبر الطائرات ان تطلب الامر ذلك
و أمام هذه المشاهد ! لماذا تستمر بعض الانظمة العربية في إفشال مواطنيها و إذلالهم و تركهم يموتون في أسوء الاوضاع ؟ و تجويعهم مرات إن جاعوا مرة واحدة! و إفشالهم إفشالا حتى وإن نجحوا!
فماذا فعلوا؟
هل فقدت تلك الانظمة العربية الامل؟ هل فقدت الانسانية؟ هل فقدت المقود؟ هل نسيت أن تستثمر في العنصر البشري اولا، كما تفعل الدول الديمقراطية؟ إن استمرت هذه الانظمة العربية في الضغط على شعوبها فمصيرها الاندثار و إن احترمت حقوقهم فمصيرها الاحترام المتبادل تخيلوا معي لو عاملت هذه الانظمة العربية مواطنيها باحترام ؟ تخيلوا معي لو استثمرت هذه الانظمة العربية في المواطن اولا؟ تخيلوا معي لو تكفلت هذه الانظمة العربية بالجائع و المريض و المدمن والفقير؟ هل هذا من المستحيل؟ وهل...يتحقق في يوم ما لكن يبقى السؤال المحير اليوم : لماذا تستمر بعض أنظمة الدول العربية في تحقير مواطنيها و الانتقام منهم؟
سعيد مصلوحي - وكالة الضاد للانباء - السويد