مدير النشر
في عيد الحب صلاح الدين مزوار يفسخ ارتباطه العاطفي برئيس الحكومة عبد الاله بنكيران ، ويتهمه بالتحكم
أطلق صلاح الدين مزوار في لقاء المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار 13 فبراير 2016، صواريخه المتخصصة في التفعفيع ضد رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، كاشفا ما آلت اليه اوضاع الائتلاف الحكومي و مشتكيا من تحكم بنكيران في الاخضر واليابس ، و منتقدا لغة العنف و اساليب حكم العدالة و التنمية وقد اشارفي كلمته: تعلمون أن هذه المحطة تخللها شد وجذب داخل الأغلبية، خاصة ما يتصل بمسألة التحالفات، وهنا لا أخفيكم سرا أنني شخصيا مثلكم اندهشت لما آل إليه النقاش السياسي من تدن بسبب لجوء البعض لأساليب غير حضارية وغير مألوفة في المشهد السياسي المغربي… أساليب عكست نزوعا نحو الهيمنة وإرادة التحكم في قرارنا الحزبي المستقل لا أريد أن أعود إلى التفاصيل التي تعرفونها جميعا، وإن كانت هناك محاولات لطمسها، وعلى رأسها كون الجهة التي هاجمتنا كانت أول من أعلن صراحة، ومن خلال وثائق رسمية، قرار توسيع التحالف خارج الائتلاف الحكومي ومع ذلك فوجئنا ، كما فوجئ الفاعلون السياسيون وعموم الرأي العام بخطاب دخيل على تقاليدنا السياسية، خطاب عنيف، خطاب لا أخلاقي، خطاب بلغ درجة التعرض للحياة الخاصة للأفراد، ونحن جميعا نعرف مدى تقديس المغاربة لحرمة الحياة الخاصة لأول مرة في الحراك السياسي ببلادنا نسمع عن شيء اسمه الخيانة، هذه الكلمة التي استعملها المغاربة مرة واحدة في تاريخنا الحديث، إبان الاستعمار لنعت المتواطئين القلائل مع المستعمر، أي أولئك الذين خانوا المغرب، وكان تعبيرا وطنيا صريحا للتمييز بين من كانوا مع المغرب ومن كانوا مع المستعمر ضد المغرب اليوم بكل بساطة، يتحول هذا الخطاب إلى كلام سهل يتم استعماله باستخفاف لنعت من لا يتفق معك أو لا يذعن لخططك، أو يتشبث باستقلالية قراره، هذا علما أن التجمع بقي وفيا للائتلاف الحكومي، وحتى وهو مجرد ائتلاف وليس تحالفا يجمع أحزابا على مستوى الرؤى السياسية و الاختيارات الأيديولوجية، فالائتلاف السياسي في إطار الأغلبيات كما هو متعارف عليه في العالم كله يقوم على البرنامج الحكومي المشترك، فيما التحالف يكون شاملا ويربط سياسيا حزبين أو أكثر كما اضاف : لذلك فحتى في لحظات الهجوم علينا اعتبرنا أن من واجبنا أداء مهامنا الحكومية بغض النظر عن الوضع غير المريح، لماذا؟ لأن الالتزام بالعمل الحكومي ليس التزاما مع حزب أو أحزاب، بل هو التزام مع الوطن، مع الملك، مع الشعب، مع مختلف الفئات الاجتماعية: الفقير، الغني، المرأة، الأسرة، الأستاذ، الفلاح، رجل الأعمال المقاول، الشاب والمسن…باختصار العمل الحزبي في الحكومة ليس مجرد تواجد في السلطة أو منظومة الحكم، إنه التزام مع المغرب، ونحن لا يمكننا الاستهانة بالمغرب، لا يمكننا إسقاط الحسابات والطموحات الحزبية على مصير المغرب ومستقبل المغاربة ، لن نكون نحن من سيدفع المغرب إلى الهاوية التي سقطت فيها بلدان غير بعيدة عنا هادشي ما كنقولوهش غير كلام، هاذ الشي كنمارسوه يوميا، التزامنا الحكومي مع المغاربة نعكسه من خلال التفاعل مع قضايا المجتمع، مجتمعنا متعدد ومتنوع وفيه طموحات ومصالح متباينة ككل المجتمعات المتحضرة. وككل الحكومات المتحضرة نحاول التوفيق بين كل هذا، بقدر ما نستطيع، وبقدر ما يسمح به موقعنا الحكومي، وبقدر ما يسمح به موقعنا في اتخاذ القرار، لذلك فنحن نقول كلمتنا من داخل الحكومة على قدر ما تسمح به التوافقات داخل الحكومة، ونقول كلمتنا من خارج الحكومة كحزب لديه هوية وتاريخ ومبادئ، حزب يتبنى الدفاع عن التعدد وعن الحرية ويحترم اختيارات المواطنين في حياتهم الخاصة، ويؤمن بدور المرأة الحاسم في بناء مجتمع العدالة والمساواة، ويراهن على الطبقة المتوسطة لأنها الأكثر طموحا لبناء المغرب المتقدم ، هذا لأننا في ائتلاف حكومي وماشي في تحالف حكومي يتبنى مواقف موحدة من جميع القضايا كما اشار مزوار : لذلك لا نعتبر أن الدولة قد وفرت أقصى ما يستحقه الأستاذ، أو الطبيب، أو الإطار الإداري، أو التقني، أو العامل في القطاع الخاص، أو الفلاح، بل نحن مع تحسين أوضاع هذه الفئات ،نحن مع تقليص الفوارق بين الغنى والفقر، والأسلوب هو العدالة في اقتسام الثروة، أي الرفع من الوضع المعاشي للفئات الهشة ولملايين المغاربة في الهوامش والبوادي والمناطق الجبلية وتحقيق تكافؤ الفرص، والرفع من الوضع المعاشي للفئات المتوسطة في إطار سياسة تنموية وتضامنية. نحن لسنا مع فكرة أنه لدينا فقراء وبالتالي يجب تفقير الطبقة المتوسطة لتقليص الفوارق، لا، نحن نقول يجب القضاء على الفقر دون تفقير الجميع، يجب أن ندفع الجميع إلى الأعلى وليس إلى الأسفل ولكن لنكن صرحاء، فالمسؤولية تقتضي الصراحة. لقد انتهى منطق العام زين، والنجاحات التي حققناها لا تخفي الإخفاقات، لا يمكن التعبير عن الارتياح والحال أن: البطالة في صفوف الشباب دون سن ال 35 تقارب ال 40 في المائة، الاستثمارات الخاصة في تراجع، القطاعات الاجتماعية لم تعرف تقدما، في التعليم، في الصحة، في السكن العشوائي أو الآيل للسقوط العالم القروي لا زال مرتبطا بشكل شبه كلي بالفلاحة، وبالتساقطات المطرية مع تدني فرص التشغيل في السنوات العجاف، فرغم النتائج الإيجابية جدا لمخطط المغرب الأخضر، بقيت باقي القطاعات المتدخلة في تنمية مناطق قروية يعيش فيها نصف المغاربة دون المستوى، إذ يمكن اعتبار تنمية العالم القروي من النقائص الكبرى في عملنا الحكومي
عن وكالة الضاد للانباء - السويد -متابعة