top of page
مدير النشر

هل عاد "تلاميذ" إدريس البصري ليزرعوا الرعب في المغرب؟



عملية تمشيط قام بها الملك محمد السادس لتطهير ارضية الحكم من الطغاة، و قت وصوله لكرسي الملك، و كان اهم ما حدث هو إعفاء اكبر متحكم في السلطة في عهد الحسن الثاني، و هو إدريس البصري، و في ليلة البيعة و في القصر الملكي العامر تم عزل البصري في غرفة صغيرة من طرف جنرالات الدرك و الجيش و الحرس، حتى سمع صراخه من بعض المقربين من الملك، و بعد ايام تم نفيه بطريقة ذكية إلى فرنسا و عاش فيها بدون أوراق و لا إقامة ، و مات في باريس و هو متشرداً ، بعد ان جعل المغرب عبارة عن مقابر للحقوقيين ، و للمناضلين و للمعارضين، وقام باختطافات و بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان انذاك….

رحل الرجل الأقوى إدريس البصري و هو في المنفى الإجباري ، لكن بقي اتباعه و تلاميذته يتوسعون شيئا فشيئا ، و ها نحن اليوم نرى انه في المغرب لا يبشر الوضع الحقوقي بخير …

لنتساءل و لنسلط الاضواء على بعض القضايا الغامضة و التي اتارث كثيرا من التساؤلات ، و من الحيرةحول من المسؤول الحقيقي على ما يجري في المغرب ، و خاصة المس الخطير بحرية التعبير و بحرية الاعلام و بحقوق الانسان، رغم و للأسف ترأس المغرب مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة بجنيف؟

و لماذا اصبحت تستعمل بعض الطرق الفضيعة لضرب كرامة المواطن المغربي الحقوقي و المطالب بمغرب ديموقراطي ، و بمحاربة الفساد و لوبيات الفاسدين؟

و من وراء خلق صراعات بين مواطنين مغاربة و الدولة، و كان بالأحرى الجلوس إلى طاولة الحوار؟

اذن حتى لا نمر مرور الكرام على اهم نقط سوداء عاشها المغرب في شهور مضت و لازال يعيشها الان و تؤثر بشكل خطير على صورة المغرب العالمية، بل و كأن تلاميذ إدريس البصري ينفذون الان، اوامره حرفيا، في تحد كامل لدستور المملكة و في تحد سافر للخطب الملكية و في تحد كامل لمبادرات المصالحة و العهد الجديد، وفي تحد كامل لحلم الملك محمد السادس و الشعب ..

وعادت حليمة إلى عادتها القديمة، فامتلأت السجون بخيرة الشباب الذي دافع عن الحقوق و عن مستشفى و عن جامعة و عن شغل قار و عن التوزيع العادل للثروة، و عن تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة، و تعرض عدد كبير من الصحفيين النزهاء و بعض مغاربة العالم و بعض المهتمين بتفعيل المحاسبة و المساءلة إلى حملات تشهيرية استعملت فيها بعض المواقع المدفوعة و التي تخدم جهات ما …

و بقيت قضية وفاة الدكتور الطبيب العسكري السابق مراد الصغير، قصة لم يستوعب العاقل الطرق الضغطية التي تعرض لها ، و لم يحاسب اي احد على تلك التجاوزات الموثقة و المباشرة التي كان يتعرض فيها مراد الصغير للضغط و اتهامات مجهولة…

فكيف في دولة العهد الجديد التي على راسها الملك محمد السادس ان يتعرض مواطن وعسكري سابق لما تعرض له من ضغوط و وفاة غامضة، و لماذا لم تفتح القوات المسلحة الملكية تحقيقا مستقلا للإجابة على غرابة قصة مراد الصغير رحمه الله…

و اليوم و في هذه الدقيقة التي اكتب فيها هذه الافتتاحية، و أنا خارج الوطن، يخوض محمد زيان اضرابا عن الطعام احتجاجاً على احدى عشرة قضية متابع فيها و هو يبلغ من السن عتيا 81سنة، و يقبع الان في السجن ينتظر تحرك الضمير المسؤول لإنهاء هذه المعاناة…

كما يوجد داخل السجون المغربية صحفيون أعتقلوا و جميعهم لهم القاسم المشترك تهمة "الجنس"، و زد على ذلك كثير من المغاربة في الخارج فضلوا اللجوء في أوروبا او امريكا من اجل البحث عن العيش الكريم لانهم "ملوا " من عدم وجود تواصل صادق مع المؤسسات المغربية و اصبحوا يواجهون اللوبيات الفاسدة التي تحكمت في اغلب المؤسسات و تموقعت في لب مراكز القرار، و حتى رسائل و شكاوي المواطنين لا تصل للملك بل يتم استهدافها….

و في السجون المغربية تقبع المرأة الشريفة الحقوقية المدافعة عن مغرب يتسع للجميع و يقبع كل محارب شجاع ضد الفساد و ضد لوبيات الفساد….و لحد الساعة لازالت الاعتقالات مستمرة و الأحكام تصدر باسم جلالة الملك و طبقا للقانون….

و للأسف الشديد، ظهرت بعض بوادر الارادة من المسؤولين على الشأن العام المغربي، لمحاربة الفساد ولكن رغم ظهور فضائح مثل اسكوبار الصحراء، و مستشفى فاس، و تورط عدد من المسؤولين العموميين في ملفات المخدرات و الفساد و نهب المال العام ، و رغم اعتقال بعضهم، لم تستطيع الدولة تحرير المؤسسات من بقايا و تلاميذ "إدريس البصري" الذين جعلوا مصالحهم الخاصة فوق مصالح الدولة و المواطن و الملكية و الوطن، و بأساليبهم القمعية و الشطط في استعمال السلطة و زواج المال و المناصب سيقودون هؤلاء تلامذة البصري ، المغرب إلى المجهول إذا لم يتدخل الملك محمد السادس ويفعل دوره العملي الدستوري، لإنهاء هذه الممارسات الغير المسؤولة لبعض منعدمي الضمير المتوغلين في مراكز القرار في المملكة المغربية.

عن افتتاحية صباح الخير يا وطني

وكالة صوت المغرب للانباء

Kommentarer

Gitt 0 av 5 stjerner.
Ingen vurderinger ennå

Legg til en vurdering
bottom of page