مدير النشر
هل التغيير ممكن في المغرب؟
وصل الفساد إلى قمته في المغرب، و توغل في مراكز القرار و بسط سيطرته على الصفقات و المشاريع و دمر الحقوق و الحريات، و شرد عائلات مغربية، و ادخل السجن الحقوقيين و الصحافيين و المواطنين الذين فضحوا الفساد و اللوبيات الفاسدة….
وصل الفساد في المغرب إلى مستوى خطير من التحكم و السيطرة و التلاعب و زواج المال و السلطة، و استغلال المناصب …
لقد صار ت السجون مكتضة، و الشباب ضائع و الأطفال مشردون و الفقراء ازدادوا فقرا و الأغنياء ازدادوا غناءا و ثراء..
حكومة باكملها و أغلبيتها و أعضائها و وزرائها لم يستطيعوا توفير شغل قار الذي هو حق من حقوق الإنسان للمرأة المغربية، و نجحت الحكومة فقط في خلق صفقة مع إسبانيا لتشغيل النساء المغربيات في مزارع الفراولة في ظروف قاسية ، و شرّدت العائلات و الأطفال و الأزواج و الزوجات بسبب هذه الصفقة…
و وصل الفساد لبعض السفارات المغربية و بعض القنصليات حيث اضحت في أيادي أشخاص ظنوا انها اصبحت في ملكيتهم ، حيث الفساد و سيطرت عليها بعض الجمعيات الفاسدة التي تختفي وراء العمل الجمعوي، و هي بعضها اصبحت وسيلة لتهريب المال العام والتجسس و البحث عن الامتيازات ، و بعض المعاهد المغربية في الخارج يستعملون إسم الملك و صور الملك للتجارة فعن الفساد و انتشر في كل ركن …
اما المستشفيات في داخل المغرب فهي تتخبط في الفساد المستشري من أبوابها حتى قاعاتها، حيث يحرسها بعض الحراس الخاصين الذين يعرضون المواطنين للتعنيف و الرشوة و ممارسات غير معقولة، مستشفيات غير مجهزة ، و الداخل اليها مفقود و الخارج منها مولود او بعاهة مستديمة…
و
و العطالة في تزايد ، و المديونية من القروض الدولية أغرقت المغرب، و قروض دولية باسم الشعب للشعب و للتنمية و لم يرى منها الشعب ولو درهما…
و في نفس الوقت تروج الحكومة لدولة اجتماعية في غياب حماية اجتماعية للجميع ومعقولة، و ساعدت بدعم مباشر للمواطنين بخمسمائة درهم ،فاصبحت الحكومة و أعضاؤها يتحدثون عن هذا الدعم ليل ونهار و كانهم وزعوا مواعيد انتخابية عفوا مداخيل الفوسفاط على المواطنين….
ضاع الحق في الصحة في المغرب و ضاع الحق في الشغل و ضاع الحق في السكن اللائق و ضاع الحق في تعليم عمومي جيد ، و ضاع الحق في الثروة….
و غاب المبدا الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة ، و لم يتم تجريم الاثراء الغير المشروع، و لم يحاسب الفاسدون….
ان قليلا من بعض الفاسدين تمت محاكمتهم ، و هذا غير كاف ، لان الفساد اضحى اكثر قوة من الحكامة و الدولة…
ان ناقوس الخطر كان قد دق مرار ا و تكرارا و الان اصبح من الضروري ان تتحرك المؤسسة الملكية لتفعيل الدستور و تطبيق القانون و حماية الحقوق و الحريات و التوزيع العادل للثروة و تجريم الاثراء الغير المشروع، و تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة…
لقد بحت اصوات الشعب و بقيت الخطب الملكية في الأرشيف و نام الدستور و علقت قضايا المواطنين ، وفي قاعات الانتظار ما زال المواطنون ينتظرون بدون جواب….
و اصبح الفاسد حرا طليقا و المواطن الغيور في السجن يعاني بسبب تدوينة و بسبب نقد بناء و بسبب فضحه للفساد… لقد اضحى كل غيور ينتظر وقت الاعتقال ما دام انه واجه الفساد، انها قمة الاستهتار بالحقوق و الحريات في المغرب، و للأسف المملكة المغربية تترأس مجلس حقوق الانسان للامم المتحدة بجنيف….
ان وقت التغيير حان في المغرب احب من احب او كره من كره، و ضروري الان و قبل فوات الاوان ، و مع الملكية، جميعا من اجل مغرب ديمقراطي و من اجل ارساء دولة الحقوق و الحريات و التوزيع العادل للثروة و محاسبة الفاسدين و مواجهة الفساد بارادة حقيقية…
عن افتتاحية صباح الخير يا وطني
صوت المغرب الحر
Comments