من صفقات الحسن الثاني مع الجيش الى صفقات محمد السادس مع الاحزاب سرّعدم تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة
تعب الحسن الثاني من تحركات القوات المسلحة الملكية ضده خلال انقلابين متتالين و وصل للحقيقة المرة آنذاك ففكر الملك مليا في الحل للبقاء في الحكم بعد ما تعرض له من قصف في السماء والارض من جيشه الوفي
فاجتمع الحسن الثاني مع مسؤولي القوات المسلحة في صفقة تحدث عنها المقربون من القصرآنذاك، وقال لهم بالحرف: اغتنوا وافعلوا ما تشاؤوا لكن ابتعدوا عن الحكم والسياسة
ومنذ تلك الصفقة انغمس بعض مسؤولي الجيش بتنفيذ مضامين الصفقة مع الحسن الثاني وبقيت حقوق الشعب معلقة على شجرة الامل ، حتى مات الملك الحسن الثاني وجاء الملك محمد السادس.
في بداية تربع محمد السادس ابتسمت شجرة الامل وصفق الشعب للملك الشاب، فبدأ في جولات ماراطونية في كل انحاء البلاد ودشن مشاريع كبرى وتحولت انظار العالم الى تبصر وحكمة وجِدية حكامة محمد السادس
صار امل الشعب معلقا على عاتق الملك من اجل مغرب يتسع للجميع، لكن وقع ما صدم الملك والشعب
واضحى الملك يرى ان المشاريع الكبرى التي دشنها لمصلحة الشعب لم تكتمل او تبخرت او تحولت تمويلاتها الى جيوب بعض الفاسدين، فخرج الملك يتساءل عن الثروة ومعاناة الشعب تضخمت، فاصبحت السجون تستقبل ابناء الشعب المتسائلين وفاضحي الفساد والصحفيين، فظهرت لوبيات الفساد مختبئة وراء القصر ومحمية داخل الاحزاب وانخرطت تلك اللوبيات في العمل الحزبي وتكاثرت حتى اضحت تنهب خيرات المغرب وتُهربها خارجا للاستثمار في مشاريع في باريس وماربيا ...
وخرج الملك يطالب بتفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة وكذلك الشعب خرج يطالب بنفس مطالب الملك
لكن مصير الشعب وابنائه السجن!!
وهنا بدأت الصورة تتضح، وبدات بعض عائلات المسجونين تصيح: ابناؤنا تساءلوا كما تساءل الملك لماذا سجنوا؟ ومن وراء الزج بابنائنا في السجون؟ وماذا يجري؟
لكن وخلال الانتخابات والحكومات المتعاقبة يتساءل المتتبع عن امكانية صفقة محمد السادس مع الاحزاب وراء عدم محاسبة الفاسدين وعدم تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة ؟
وماذا عن تطلعات الشعب ومطالبهم من الحقوق والحريات والعيش الكريم والشغل والصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية ومحاسبة الفاسدين ؟!؟
افتتاحية وكالة صوت المغرب نيوز
Comments