- مدير النشر
مأساة غياب الارادة في التعامل بصدق مع المواطن المغربي و قضاياه
أثار انتباهي و خلال تدخل قوات حفظ الامن الأربعاء لفك مظاهرة شغيلة الصحة و استعمال سيارات لرش الماء على المتظاهرين ، و طريقة سحل بعض العناصر الامنية لمتظاهر و كيف رموا به في سيارة المصلحة، و آخران كيف انتزعا و بطريقة مهينة " طربوش متظاهر" و وضعا الأصفاد على يديه و وراءه ، بطريقة تذكرني بأيام البصري ، و المرحوم الحسن الثاني و تحوله منذ ان نفذ الجيش انذاك محاولتين انقلابيتين ضده …
لكن ما دفعني لكتابة هذا المقال ، و حول هذا الموضوع ، هو تعامل الدولة مع المواطنين الذين يطالبون بحقوقهم ، و في نفس اليوم تجرى دردشة داخل قبة البرلمان التي اصبح متحكم فيها من طرف بعض اللوبيات الحزبية، نعم دردشة حول الماء و نظام التظاهر و حول طلبة الطب…
لكن و للأسف ، تذكرت هذا المشهد الكئيب وهو كيفية معاملة العنصر وزير الداخلية السابق و هو يتصل هاتفيا بزكريا المومني ، المواطن المغربي اللاجئ بكندا، الذي كان يقيم بفرنسا و كيف اصطاده و استدرجه انذاك الوزير ، و دخل المواطن المغربي المومني للمغرب رفقة زوجته ، للقاء العنصر و طبقا لضمانات و لوعود ، لكن تم تسجيله مع زوجته في اوضاع مخلة و تسجيله وهو يأخذ قسطا من المال في الفندق، و تم نشر الفيديو في الاعلام التابع انذاك للعنصر …
المثير في القضية ، رغم اختلافي مع أسلوب زكرياء المومني ، و ارفض رفضا قاطعا ما يتفوه به تجاه اي مسؤول او اتجاه اي مواطن مغربي او اجنبي، لكن المثير في القضية هو كيف خلقت "لعبة "العنصر من المومني شخصا معارضا ، و كيف افقدت تلك اللعبة التي قام بها الوزير السابق العنصر الثقة بين كثير من مغاربة العالم و الداخل ، و المؤسسات المغربية…
و تواصل و للأسف الشديد كل الحكومات المتعاقبة على الحكم مع الملك ، في القيام بخلق مشاكل لا حاجة للمواطن و الوطن لها، و حل مشاكل المواطنين بتوريطهم و حل مشكل بمشكل و الحل الجدي غائب… بل و مؤخراً و بسبب تصرفات بعض المسؤولين المغاربة و في بعض المناصب المهمة العليا و في مراكز القرار ، و لأول مرة اصبحت اسمع تداول مصطلح " جمهوريون مغاربة " لبعض المغاربة الذين فقدوا كليا الثقة و حتى في المؤسسة الملكية و التي و للأسف تغيب دورها مؤخرًا، رغم مطالب العديد من المواطنين المغاربة و رغم تنبيه الملك محمد السادس من طرف الغيورين على المغرب، و ابنائه وبناته الصادقين ، ان مايجري لحقوق المواطنين المغاربة امر غير مقبول …
وللأسف ، يبدو و من خلال ما يحدث للمواطنين المغاربة و ما يتعرضون له من انتهاكات جسيمة لحقوقهم و لمطالبهم و لحرياتهم، ان المغرب تم التحكم فيه من الداخل و عن بعد، من طرف لوبيات تجمع بين السلطة و المال … و كأن الوطن قد ضاع من أيدي المواطنين، و من أيدي الملك ..
و مما زاد الطين بلة و هو صمت الملك على هذه الانتهاكات ، و التواء الحكومة و بعض اعضائها لتجنب تحمل المسؤولية و يدفعون بالمواطنين وجها لوجه مع القوات الأمنية التي تقوم بفض التظاهرات ، بعد ان تلقت الأوامر ، و لا احد منهم يمكن ان يعارض تنفيذ الأوامر ، رغم تصرف البعض منهم بطيش و بالشطط في استعمال السلطة …
و السؤال المحير ، ماذا يريد بعض اعضاء الحكومة تحقيقه على ظهر غضب المواطنين و الدفع بهم للتظاهر؟
لماذا لا يتم حل قضايا المواطنين في اجل
اقصاه 15 يوما كما يجري في الدول التي تحترم شعوب بلدانها ؟ و لماذا يلتزم الملك و مستشاروه الصمت، و يتركون المواطن معلقا بين اخطبوط الفساد و انابيب الماء و الركل و السحل و الاعتقال؟
و علاش ما كاينش الصدق في تعامل الدولة المغربية مع مواطنيها في الداخل و في الخارج؟ و اين دور الملك الدستوري؟
مجرد رأي حر
عن مدير نشر صوت المغرب الحر
Comments