كوفيد-19: إعلان تأمين ملياري جرعة لقاح وأمل بقرب انتهاء الجائحة
University of Oxford/John Cairns/ أثبتت التجارب أن لقاحات كوفيد-19 فعالة في مكافحة المرض
أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية التوصل إلى تأمين ملياري جرعة لقاح من الجرعات الحالية والجرعات المتوقع الموافقة عليها، وسيتم توزيعها خلال النصف الأول من العام المقبل 2021، وشدد على أن نهاية الجائحة تقترب لكن لا يجب التخلي عن الحذر.
وفي مؤتمر افتراضي، قال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن تأمين ملياري جرعة من اللقاحات الحالية والمرشحة للاستخدام في جميع أنحاء العالم يأتي ضمن مبادرة مرفق كوفاكس المعني بإتاحة اللقاحات بشكل عادل.
وأضاف د. تيدروس يقول: "هذا الاتفاق غير المسبوق يعني أن جميع الدول والاقتصادات الـ 190 المشاركِة في كوفاكس ستتمكن من الحصول على اللقاح خلال النصف الأول من العام المقبل".
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية والشركاء في كوفاكس يعملون بلا توقف على البدء بالتطعيم في أقرب وقت ممكن في عام 2021. وأشار المسؤول الأممي إلى أن الضوء في نهاية النفق أصبح الآن أكثر سطوعا، لكن لم يصل العالم بعد إلى نهاية النفق، "ولن نصل إلى هناك سوى مع بعضنا البعض" على حدّ تعبيره.
من جانبها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنها مستعدة لنقل ما يصل إلى 850 طنا من اللقاحات شهريا في عام 2021، أي أكثر من ضعف حمولتها المعتادة من اللقاحات.
وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف: "هذا عمل ضخم وتاريخي. حجم المهمة شاق، والمخاطر أكبر من أي وقت مضى، لكننا مستعدون للقيام بذلك".
وشدد د. تيدروس على أن اللقاحات ستكون مكمّلة، ولكنها لن تحل محل الأدوات الموجودة لإبطاء انتقال الفيروس وإنقاذ الأرواح.
تغيّرات في الفيروس
وفي ردّ على سؤال خلال مؤتمر لاحق لمنظمة الصحة العالمية في جنيف يتعلق بما أعلنه باحثون في جنوب أفريقيا بشأن ملاحظات على حدوث تحوّلات في الفيروس، قالت ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، إن جميع الفيروسات تتحوّل مع الزمن وهذه الطفرات متوقعة، لكنها قالت: "حتى الآن ليس من مؤشر على أي تغييرات في سلوك هذا الفيروس رغم أنّ الدراسات مستمرة".
وأشارت إلى أن الأمر يستغرق وقتا، لكنّ الدراسات جارية لتحديد أي تغييرات في سلوك الفيروس وأي تغيّرات تتعلق بطريقة الانتقال وما إذا كان هناك اختلافات في الحدّة وفي التشخيصات والعلاجات وبلا شك، اللقاحات.
وقد أبلغت المملكة المتحدة أيضا، ودول أخرى، عن رصد تغييرات في كـوفيد-19. وقالت فان كيرخوف: "كلما زادت فرصة انتشار المرض، زادت فرصة تحوّله. لذا فمن المهم أن نفعل كل ما في وسعنا لتخفيف حدّة الانتشار بالأدوات المتاحة لدينا الآن".
اليوم الدولي للمهاجرين
يحتفل العالم باليوم الدولي للمهاجرين (18 كانون الأول/ديسمبر)، وبهذه المناسبة، شددّ د. تيدروس على التزام منظمة الصحة العالمية بالعمل الوثيق مع المنظمة الدولية للهجرة والعديد من الشركاء الآخرين لدعم البلدان من أجل تحسين صحة المهاجرين خلال كوفيد-19.
وقال: "في كثير من الأحيان، يظل المهاجرون وأسرهم خارج المجتمعات التي ينتقلون إليها، حتى بعد سنوات من الهجرة، ويواجهون التمييز والإقصاء الاجتماعي وضعف الوصول إلى الخدمات الصحية".
وشدد على أن المهاجرين يساهمون بشكل كبير في المجتمعات التي ينتقلون إليها، ولديهم أفكار جديدة تدفع بالابتكارات الاقتصادية والاجتماعية قدما. وقال: "هذا ينسحب على الاستجابة لكوفيد-19 - إن مهاجريْن من تركيا إلى ألمانيا هما من أسسا الشركة التي طوّرت أول لقاح ضد كوفيد-19 يتم الموافقة عليه والبدء بتوزيعه".
في جميع أنحاء العالم، العديد من العاملين الصحييّن مهاجرون، وخاصة من النساء، ويمثلون 70% من القوى العاملة الصحية العالمية. وقد أجرت منظمة الصحة العالمية واتحاد بحثي بقيادة جامعتي غنت وكوبنهاغن مسحا عالميا شمل نحو 30,000 مهاجر ولاجئ وشمل تقريبا جميع الدول الأعضاء لدى المنظمة.
وقال د. تيدروس: "يُظهر البحث أن الأشخاص الذين يعيشون في الشوارع ومراكز اللجوء لا يتوجهون لطلب الرعاية إذا كانت لديهم أعراض كوفيد-19. ومن بين هؤلاء 35% قالوا إن السبب يعود لقيود مادية، و22% قالوا إن السبب هو الخوف من الترحيل. وأكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع قالوا إن كوفيد-19 تسبب لهم بالاكتئاب والقلق والذعر والشعور بالوحدة".
ودعا د. تيدروس الدول إلى اتخاذ إجراءات لتضمين اللاجئين والمهاجرين في خطط الاستجابة وإجراءات الصحة العامة. وأضاف: "من المهم أيضا أن يتم تضمين المهاجرين واللاجئين في خطط توزيع اللقاحات ضد كوفيد-19".
Comments