مدير النشر
عندما تصبح "الاولويات " في المغرب، الكرة و المهرجانات …
مرة أخرى يجد الشعب المغربي ، و المواطن المغربي و المتتبع المغربي نفسه أمام حيرة من أمره، يكتفي فقط بالسماع و القراءة و إعادة نشر الخبر و الاستنكار أو التنديد ، او التصفيق مع استعمال العاطفة و حب الظهور بعكس ما يريد…
مرة أخرى نستيقظ ، كلنا مغاربة الداخل و مغاربة العالم ، على خبر بناء المغرب لأكبر إستاد كروي ، ب قيمة 500 مليون يورو.
و قد نشرت تفاصيله شركة أجنبية و تحدثت عن تصاميمه التي تشبه السوق و الخيمة ، و سعته التي تفوق المائة الالف من المتفرجين، هذا الملعب الثاني في العالم بعد الملعب الشهير الموجود بكوريا الشمالية…
و نشرت تلك الشركة الاجنبية المحظوظة صور الملعب و تحدثت و كأنها تحتفل بالصفقة الخيالية ..
و في نفس الوقت يبحث المواطن المغربي عن نقطة ماء ، و أضحى يشرب ماء البحر كي يعيش، و هو يتخبط في الغلاء و البطالة و فقدان فرص الشغل و انعدام مستشفيات مجهزة و غياب تعليم عمومي جيد ..
و في نفس الوقت و في نفس المكان يعيش الشباب المغربي حالة ضياع استثنائية، و انتشار المخدرات و الجرائم و اكتضاض السجون ، حتى اصبح الشباب المدمن لا يفرق بين امه و عدوه ..
و في نفس الوقت ، كثرت بعض المنابر الإعلامية المستفيدة من معاناة الشعب و هي توجه أعوانها و هم يحملون ميكروفونات باسم الصحافة و يسمح لهم بالنقل على المباشر خصوصيات المواطنين ، و يمتهنون التشهير بعظماء الوطن بدون محاسبة ، و في خرق سافر للحقوق والحريات…
و في نفس الوقت ، أمتلأت الشوارع بالأمهات العازبات و بالأطفال المشردين و بالعجزة الضائعين و بمتقاعدي قدامى المحاربين الذين حرروا الصحراء المغربية و الكل ضائع في الهواء الطلق يبحث عن ابتسامة و عن التفاتة و عن درهم ..
إنه العبث بعينه، عندما يصبح المسؤول المعني يهتم ببناء الملاعب الكروية و يهمل بناء و تجهيز مستشفيات عمومية للمواطنين احتراما على الاقل لمواطنتهم و لحقوقهم و لحرياتهم …
انه العبث في تدبير الاولويات و الشأن العام المغربي الذي توغلت فيه لوبيات سيطرت على مفاتيح ومنابع الثروة الوطنية و المال العام و القرارات السياسية و الاقتصادية و السياسات العمومية الفاشلة ..و جعلت حاضر و مستقبل المغرب في فم الصناديق الدولية للقروض و الابناك الدولية المانحة ، حتى يبقوا مهم المتحكمون الحاكمون المستغلون المستفيدون.. و يبقى المواطن المغربي يصفق برجليه لدولة اجتماعية افتراضية ، لا تنمية لا مستشفيات عمومية في المستوى و لا تعليم جيد ولا فرص الشغل موجودة..
يا سادة، فهل المغرب في حاجة إلى أكبر ستاد عالمي بتكلفة 500 مليون يورو، أو إلى مستشفيات، و ماء صالح للشرب من عمق باطن الارض؟
افتتاحية صباح الخير يا وطني
عن مدير نشر صوت المغرب الحر
Comments