مدير النشر
ظواهر "احتفالات التكريم " في المؤسسات المغربية، تطرح اكثر من سؤال…
في كل مناسبة صغيرة او كبيرة، و حتى حين انتقال بعض المسؤولين او تقاعدهم تقام حفلات تكريم ، و هذا اعتراف لخدماتهم و منطقي و طبيعي ان يكرموا …
لكن الانكى من هذا ، هو حين يصبح التكريم وسيلة لنهب المال العام و الرشوة و تعميق خدمة المصالح الخاصة…
و قد اثار انتباهي في بعض السفارات المغربية و بعض القنصليات المغربية في الخارج تتواصل التكريمات طوال السنة و في اقامات السفراء و يتم تكريم بعض الوجوه لم نراها قط في ساحة النضال و لا ساحة الدفاع عن الحقوق والحريات، و لا في ساحة تحسين الخدمات القنصلية، حيث تقام حفلات فخمة و حضور جمهور لم نراه إلا في الحفلات و المناسبات…
و كذلك ينطبق الأمر في الحفلات التكريمية التي تقام في داخل المغرب، في بعض المؤسسات و في مناسبات متعددة، حيث يكرم البعض بمجرد انه شارك في ندوة، لكنه في منصب مهم ، او يكرم آخر بمجرد ان صديقه قام بندوة حول موضوع ما….
و تقام بعض احتفالات التكريم ، و خاصة تلك التي تمول من المال العام، بطرق مشبوهة، و لا من يحاسب و لا من يراقب….
ففي الدول التي تحترم القانون ، و تطبق مبدأ من اين لك هذا ، و تفعل ربط المسؤولية بالمحاسبة ، تضع حدا و حدودا معقولة للقيام باي تكريم ما ، و خاصة إذا كان تكريم الشخص مسؤولا عموميا ، او مواطنا عاديا ، من طرف مؤسسة عمومية او من طرف أشخاص، حيث تحدد كذلك الثمن الذي لا يجب ان تتجاوزه الهدايا و إلا اصبح رشوى، و يعاقب عليها القانون…
فمن البديهي ان نتساءل كيف لمسؤول قنصلي او سفير مغربي في الخارج أنهى مهامه و يقام له احتفال فاخر ، و تقدم له هدايا باهضة الثمن و تم شراؤها من أغلى وأفخر المحلات التجارية، و تأخذ صور و تنشر على نطاق واسع…و هنا يتساءل المواطن ، عن نوع العلاقة التي كانت تربط بين هذا المسؤول العمومي و هذا الشخص؟ و هل كان يقدم له او لها خدمات خارج عن القانون و ما طبيعة و كواليس الهدية وقت التكريم؟…،
كما نرى و في عديد من حفلات التكريم في المغرب لبعض المسؤولين و لبعض المنتخبين قد تجاوزت حدودها…
اذن متى ستتحرك الجهات المسؤولة النزيهة في الدولة المغربية و مختلف وزاراتها و إدراتها و سلطاتها، لتضع اطارا و خارطة طريق لاي كان أراد ان يقيم حفل تكريم ، حتى لا تتحول احتفالات التكريم إلى وسيلة اخرى للرشوة و الفساد و الريع و نهب المال العام….
عن افتتاحية صباح الخير ياوطني
وكالة صوت المغرب نيوز
Comments