مدير النشر
صبر المغاربة طال، و انتظاراتهم معلقة، و اصلاح الملكية اصبح ضروريا…
الاحزاب المعول عليها ، تخلت عن دورها المنوط بها و تخلت عن مهمتها التي تحصل من اجلها على الدعم المالي، بل انغمست في دوائر و صراعات و صفقات ربحية ، و النخب اضحت مطبلة و كانّها اصيبت بمتلازمة استوكهلم، منهم من انغمس في البكاء على قطع العلاقات مع الفرانسيس، و منهم من يعقد ندواته الصحفية بالفرنسية، و منهم من تعاطى لتربية الدواجن و الفيرمات، و استدعاؤه وقت التطبيل كي يطبل و يزغرد، و ربما يدخل في بعض الروتيني اليومي كي يصفق له…
و الانكى من هذا ان يوميا يموت الشباب و الشابات في المغرب بسبب الإحباط و الاهمال، و يتشرد المزيد من المواطنين ، و المخدرات تغزو كل اركان البلاد ، و كانها تنزل بالمظلات و لا احد يعرف من أين إلا و بالطبع حاميها ، بعضهم ، لانه من المستحيل ان لا يعلم المخزن بلباسه و بلا بدلة عمومية من يدخل البلاد بدون إذنه ، حتى من أراده ان يدخل فيدخل و الزرابي مفروشة….
و في الوقت الذي لا يبالي به المنتخبون و السياسيون و النخب لاوضاع الشعب المهمش، تزيد الحكومة من القروض الدولية بدعوى، تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، و التعليم و الصحة و الشغل، و السكن، قروض دولية ضخمة من الابناك الدولية و من دول غنية و صديقة و منتفعة، لكن لم تتحسن المستشفيات و لم يتحسن التعليم و لم يتحسن الشغل …
فعوض ان تبني الحكومة مستشفيات مجهزة بآخر التجهيزات الطبية، و بسيارات اسعاف ، و طائرات اسعاف، و عوض ان تقوم الدولة ببناء مدارس عمومية مجهزة بالحواسيب و منازل تأوي المدرسين، و أقسام تقدم الطعام للتلاميذ المنحدرين من الأسر الفقيرة، وعوض اعطاء الاولوية للتعليم العمومي، و عوض ان تعمل الحكومة على توفير الشغل للمرأة و للرجل و للشباب خريجي المدارس، والمعاهد و الكليات ، و عوض ان توفر سكنا لائقا للمواطنين…، تقوم الحكومات المتعاقبة و المشاركة للملك في تسيير الشأن العام بالعكس تماما لخطبها و لوعودها…
لقد وصل التعليم العمومي إلى اسفل مستوياته، و تشرّد الالاف من التلاميذ ، واستطاعت المدرسة الخاصة و بعضها، و بفضل الصفقات الانتعاش،
و المرضى من الشعب يموتون ببطء ، و المستشفيات غير صالحة حتى للحيوان…
اما الشغل فعوض ان تقوم الحكومات المتعاقبة بخلق ثم خلق فرص الشغل في داخل البلاد، التجأت إلى توقيع اتفاقيات مع اسبانيا و ارسال نساء المغرب للعمل في حقول الفراولة الاسبانية في ظروف غير مقبولة و باجور زهيدة، حيث نتج عن صفقة الحكومة تشرّد العائلات و عدم رجوع بعض الزوجات…
كما ان كل سنة يهاجر اكثر من 700 طبيب مغربي المغرب نحو الخارج للشغل ، لان الحكومات المتعاقبة لا توفر للأطباء الخريجين ظروف العمل بل توفر لهم الدراسة و التكوين من المال العام، و كان الحكومات تعمل بصفقات تاكتيكية مع بعض الدول ، و تغلق الباب امام المغاربة المتخصصين كي يهجروا مجبرين لا مخيرين…
و ما نشهده اليوم من انعدام التواصل مع المغاربة في الداخل و في الخارج لحل قضاياهم و اعطائها الأولوية ، يجعلنا نتساءل ما نوع الحكومات التي تحكم المغرب؟
كما يجعلنا نتساءل اين الملكية و دورها في حماية حق الصحة و حق التعليم و حق السكن اللائق و حق التشغيل و التوزيع العادل للثروة على المغاربة، اين هي؟ معناه و بكل احترام لشخص الملك محمد السادس اين دوره؟
ان المغرب على مشارف السكتة القلبية إذا لم تتحرك المؤسسة الملكية برئاسة الملك محمد السادس شخصيا، لوضع حد للانتهاكات الجسيمة لحقوق المواطن المغربي و لحرياته ، و التي يتلقاها يوميا مع بعض المسؤولين الفاسدين الذين لا يهمهم المواطن و الوطن و لا المؤسسة الملكية….
فكيف يعقل ان يقبل الملك ومواطنون منفيون عن الوطن و في الوطن بدون حقوق و بدون حريات ، و بدون احترام لمواطنتهم الكاملة…؟
و كيف يقبل الملك بتوزيع قفة رمضان عوض التوزيع العادل للثروة على الشعب؟
ان ما اطالب به شخصيا هو يقظة الملكية و تفعيل دور الملك و القيام بواجبه لحماية اهم اساس من أسس الدولة و هو المواطن و حقوقه و حرياته، و الاهتمام به اولا ثم اولا ثم اولا…و تفعيل المبدا الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة و خلق قانون من اين لك هذا ….مع ضرورة اصلاح المؤسسة الملكية كي تتواصل و تتجاوب مع المواطنين المغاربة في الداخل و في الخارج.
افتتاحية صباح الخير يا وطني
عن وكالة صوت المغرب نيوز
Comments