مدير النشر
حقائق- ماذا تبقى من انتفاضات الربيع العربي؟
رؤساء مصر وليبيا وسوريا واليمن وتونس- حقوق النشرأ ب
يتجه الرئيس التونس قيس سعيد نحو إحكام قبضته على مزيد من السلطات بموجب دستور جديد من المتوقع الموافقة عليه في استفتاء يوم الاثنين فيما يخشى منتقدوه أن يكون سبيلا لعودة حكم الرجل الواحد في بلد انتفض ضد الدكتاتورية في 2010.
وفيما يلي ملخص لما سارت إليه انتفاضات الربيع العربي في البلدان المعنية:
تونس
أشعل بائع الخضروات محمد بوعزيزي النار في نفسه يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول عام 2010 بعد أن صادرت الشرطة عربته.
واندلعت الاحتجاجات من بلدته سيدي بوزيد وامتدت إلى مختلف أرجاء البلاد. وفر الرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني عام 2011 مما ألهم انتفاضات في أماكن أخرى.
وأجرت تونس أول انتخابات ديمقراطية في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه فاز فيها حزب النهضة الإسلامي الذي كان محظورا في عهد بن علي.
وتم الاتفاق على دستور جديد يؤسس نظاما برلمانيا في 2014 واختار التونسيون نواب البرلمان والرئيس في انتخابات حرة ونزيهة كان أحدثها في 2019.
ومع ذلك، تسببت المشاكل الاقتصادية في مشقة وخيبة أمل. وزادت الهجرة غير الشرعية لأوروبا. وتضرر الاقتصاد المعتمد بدرجة كبيرة على السياحة مع انتشار فيروس كورونا.
وفي يوليو/ تموز 2021، أقال سعيد الحكومة وجمد البرلمان في خطوة وصفها منتقدوه بأنها انقلاب لكن رحب بها التونسيون الذين سئموا المشاحنات والجمود السياسي.
وبعد عام دعا سعيد لاستفتاء على دستور جديد يعزز سلطة رئيس الجمهورية متوجا ما يقول معارضوه إنه مسيرة نحو عودة حكم الرجل الواحد. وقال سعيد إن الدستور المقترح يحمي الحريات.
مصر
كان الرئيس حسني مبارك يتولى مقاليد الحكم منذ 1981 لكن احتجاجات حاشدة اندلعت يوم 25 يناير/ كانون الأول 2011 ودعا النشطاء إلى "جمعة الغضب" مستلهمين الانتفاضة التونسية. ونشر مبارك الجيش، بعد أن نزل مئات الآلاف إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة عقب ثلاثة أيام من بدء الاحتجاجات.
واكتسبت الاحتجاجات زخما أكبر، وانسحبت الشرطة من الشوارع وتراجع الجيش حتى تنحى مبارك في فبراير/ شباط 2011 وبدأت محاكمته في أغسطس/ آب في اتهامات باستغلال النفوذ وقتل المتظاهرين.
وفازت جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت محظورة، في انتخابات عام 2012 لكن بعد عام واحد أطاح الجيش مدعوما باحتجاجات حاشدة بالرئيس الجديد محمد مرسي الذي سُجن ثم توفي في السجن في 2019.
وحل قائد الجيش عبد الفتاح السيسي محله ليصبح رئيسا للبلاد في 2014. وثقت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان انتهاكات في حملة على المعارضين ودخل الجيش في مواجهة طويلة مع الإسلاميين في سيناء.
وتوفي مبارك في 2020، عن 91 عاما بعد أن تم إسقاط القضايا المرفوعة عليه في 2014.
اليمن
اندلعت مظاهرات في الشوارع احتجاجا على حكم الرئيس علي عبد الله صالح في 29 يناير/كانون الثاني 2011، مما فاقم الانقسامات داخل الجيش والكتل السياسية. وأصيب صالح في محاولة اغتيال في يونيو/ حزيران 2011 مما اضطره للسفر إلى السعودية للعلاج.
وتوسطت المملكة في اتفاق مرحلي يشمل "حوارا وطنيا" يهدف إلى حل مشكلات اليمن وتولى عبد ربه منصور هادي نائب صالح وحليفه السلطة لحين إجراء انتخابات.
ومع نشاط تنظيم القاعدة المتشدد في شرق البلاد، واجهت صنعاء مشكلات جديدة في الشمال من جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بالإضافة إلى تجدد الحركة الانفصالية في الجنوب.
وفي عام 2015 بعد أن سيطر الحوثيون على صنعاء، بدأت السعودية وحلفاؤها حملة عسكرية للإبقاء على هادي في السلطة في حرب سرعان ما وصلت إلى حالة جمود دموية وتفاقم نقص الغذاء وانتشر وباء الكوليرا.
وقُتل الرئيس السابق صالح في انفجار قنبلة في 2017 بعدما غير ولائه، تاركا جماعة الحوثي لصالح التحالف الذي تقوده السعودية.
وبدأ سريان وقف إطلاق نار توسطت فيه الأمم المتحدة في أبريل/نيسان 2022 وحل مجلس رئاسي محل هادي الذي أمضى سنوات منفيا في السعودية.
ليبيا
اندلعت احتجاجات في بنغازي ثم مصراتة في فبراير/ شباط 2011 وسرعان ما تحولت إلى انتفاضة مسلحة على حكم معمر القذافي الذي استمر 42 عاما.
وفي مارس آذار من العام نفسه، أعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منطقة حظر طيران لحماية المدنيين من قوات القذافي وبدأ حلف شمال الأطلسي غارات جوية لوقف تقدمها في بنغازي.
وبحلول أغسطس آب، كان المعارضون قد سيطروا على طرابلس وفي أكتوبر/ تشرين الأول عُثر على القذافي مختبئا في أنبوب صرف خارج سرت مسقط رأسه وقُتل.
وسيطرت فصائل مسلحة مختلفة على أراض وسادت الفوضى وانقسم البلد في 2014 بين فصيل غربي وآخر شرقي. وساعدت الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق سياسي عام 2015 لكن عمليا ظل البلد مقسما وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على سرت لمدة تزيد على عام.
وفي عام 2019، شن خليفة حفتر قائد القوات الشرقية حربا وهاجم طرابلس لمدة 14 شهرا قبل أن تنسحب قواته. وفي ذلك الوقت كان قد تم تدويل الصراع، فتدخلت روسيا والإمارات ومصر لدعم حفتر وتركيا لدعم حكومة طرابلس.
وألغيت انتخابات، كانت قد توسطت فيها الأمم المتحدة في إطار عملية سلام تهدف إلى توحيد البلاد، في ديسمبر/كانون الأول 2021 لأسباب منها خلاف على قواعد الانتخاب.
وفي مارس / آذار 2022، عين برلمان في سرت رئيس وزراء جديد لكن الحكومة في طرابلس رفضت تسليمه السلطة وظلت ليبيا مقسمة بين حكومتين.
البحرين
في 14 فبراير/ شباط 2011، اندلعت أكبر احتجاجات منذ سنوات في البحرين وسار المتظاهرون على خطى المصريين في الدعوة إلى "يوم الغضب" لمطالبة الأسرة الحاكمة بتطبيق الديمقراطية.
ومع اندلاع الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين في الأسابيع التالية، ظهرت التوترات الطائفية في بلد لطالما غضب الشيعة فيه من الأسرة الحاكمة السنية.
وفي 14 مارس/ آذار، أرسلت السعودية دبابات عبر طريق يربطها بالبحرين لحماية المنشآت الكبرى. وأعلنت السلطات الأحكام العرفية وفضت اعتصام المتظاهرين في مخيم أصبح رمزا للانتفاضة.
واستمرت الاحتجاجات عدة أشهر وسقط 35 قتيلا على الأقل لكن الأسرة الحاكمة تمكنت من قمع الانتفاضة واستعادت السيطرة.
سوريا
عندما بدأت الاحتجاجات الأولي في الانتشار في سوريا في مارس/ آذار 2011، أرسل الرئيس بشار الأسد قوات الأمن وبدأ حملة اعتقالات وإطلاق نار.
وبحلول يوليو/ تموز، كان المحتجون قد حملوا السلاح وانضمت وحدات عديدة من الجيش للانتفاضة، التي تلقت في وقت لاحق دعم دول الخليج وتركيا، في حين رد الأسد بضربات جوية، مما تسبب في اندلاع حرب شاملة.
وسادت الفوضى أرجاء البلاد وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات كبيرة من الأراضي في 2014 مما دفع تحالف تقوده الولايات المتحدة لدعم الأكراد في قتالهم في شمال شرق البلاد.
لكن الأسد تلقى الدعم من روسيا وإيران وحزب الله مما ساعده على استعادة السيطرة على أغلب أرجاء البلاد والتغلب على المعارضين في حلب والغوطة الشرقية في الفترة من 2015 إلى 2018.
وبحلول نهاية العقد كان مئات الآلاف قد قتلوا ونزح أكثر من نصف سكان سوريا قبل الحرب وانقسم البلد بين الأسد ومعارضين تدعمهم تركيا وجماعات يقودها أكراد.
Comentários