مدير النشر
تقرير "ترانسبارانسي" يضع المغرب في رتبة الدول الفاسدة…وهل من منقذ؟
بعدما انتفضت بعض النخب المغربية على التقرير الذي نشرته هيومن رايتس ووتش، و تفهمنا حالة التضخم الذي جاءت في التقرير الحقوقي، لكن اليوم وفي تقرير جديد و لمنظمة جديدة ،
كشف التقرير السنوي لمدركات الفساد 2023، الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، عن احتلال المغرب للرتبة 97 عالميا و9 عربيا، بـ 38 نقطة، مسجلا بذلك تراجعا بـ 4 دراجات، عما كان عليه الوضع في السنة الماضية.
اذن ، هل هذا التقرير ايضا منفوخا فيه او حقيقة مرة؟
للاسف الشديد مسيروا الشأن العام في المغرب لايقبلون بالنقد البناء، و لا يقبلون باي كان و لو نحن المواطنون ، ان نقول للحكومة او للمسؤولين كفى فسادا….
قبل نشر هذا التقرير الصادم الذي يكشف الحقيقة المرة، نادينا و نادى الكثير من المواطنين و الحقوقيين و الصحفيين النزهاء ان الفساد المستشري يقتل المغرب و يقتل مستقبل المغرب و يقتل احلام اجيال المغرب…
لكن و للاسف الشديد اللوبيات الفاسدة توغلت في الادارات و المؤسسات المغربية في الداخل و في الخارج و اينما حلت و ارتحلت تحط بصماتها الفاسدة و تحول كل ما هو جميل الى بقعة فساد….
اوراش ملكية كبرى شملها الفساد ، التعليم العمومي قلبه الفساد راسا على عقب، المستشفيات العمومية دمرها الفساد و صفقات داخل وزارة الصحة في المحاكم ..و الشغل وضع الفساد و الفاسدون عليه اياديهم و تركوا الشباب المغربي في حضن المخدرات…
اليوم و بشهادة دولية و من قلب المغرب ، و من مواطنين مغاربة في الداخل و في الخارج يشهد الجميع ان سفينة المغرب تغرق و تغرق بسبب الفساد الذي اصبح مؤسساتيا، و اصبح اقوى من الدولة و من المملكة، لان حماة الفساد فضلوا الفساد و لايهمهم الوطن و لا الملكية و لا الحقوق و لا الحريات و لا المشاريع لفائدة الشعب، همهم الوحيد المال العام و السلطة و الاحتكار و الشطط و زرع الخوف في المجتمع حتى ظن البعض ان المغرب اصبح دولة قمعية بامتياز…
لكن اين النخب التي دافعت عن الحق في الحصول على المعلومة ، هل اخذت نصيبها من الكعكة و التزمت الصمت..هل يعلم هؤلاء انه من سابع المستحيلات ان يحصل صحفي مغربي على معلومات دقيقة من ادارة مغربية ، في اطار الحق في الحصول على المعلومة حسب الدستور المغربي!؟!
اين مجالس محاربة الرشوة و هيئات محاربة الرشوة و الفساد ؟ اين تقاريرهم لماذا اختفوا و لم يعد لهم صوتا؟
ان تقرير "ترانسبارنسي " اليوم هو تأكيد للواقع المزري الذي اصبح يتخبط فيه المغرب من فساد في جميع القطاعات و حتى النخب اضحت فاسدة و بعض السياسيين و بعض الاحزاب ، و حتى مراكز القرار توغل فيها الفساد على البساط الاحمر…
يكذبون من داخل الحكومة و يكذبون من داخل الاحزاب و يكذبون من مراكز القرار و يسوقون بان المغرب خال من الفساد، و هم يواصلون فسادهم في غياب تفعيل الدستور و القانون الجنائي و من اين لك هذا؟ و في غياب تفعيل المبدا الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة…
لقد غابت النزاهة في المغرب و غابت الشفافية و حضر الفساد بقوته و انتشر في كل ركن من اركان الدولة المغربية…فهل من منقذ؟
ملفات مغربية ساخنة
عن وكالة صوت المغرب الدولية للانباء
Comments