العنف في المجتمع المغربي بين غياب النخب و غياب مسؤولية الدولة
كل يوم نسمع و نرى و نعيش و نتساءل ، حول ما يعرفه المجتمع المغربي من تزايد خطير في ظاهرة العنف بجميع انواعه و اختلاط أسبابه و تكاثر تداعياته …
في الاسرة و في الشارع و في الادارة و البرلمان و في السجن و في المسجد و في الصداقة والعلاقات و في الحفلات و حتى في مراسيم الجنائز و الأعراس و المؤثرات السياسية و الخطب بجميع توجهاتها لم تسلم من معضلة العنف…
لقد اصبحت ارى ، و أنا من مغاربة العالم ، و كأن المغرب بركانا تجتمع فيه براكين العنف من مختلف الأحجام قابلة فقط لإخراج ما فيها من لهيب محترق …
بعدما كنت في تسعينيات القرن الماضي و من نفس موقعي بالخارج ، ارى المغرب حديقة ورود و قليل من الشوك و رغم وجوده لن يستطيع التغلب على احلام اجيالنا انذاك ، بل اليوم انقلبت الحديقة إلى حمام عنف ، و تحولت الورود إلى براكين جاهزة …
اذن ماهي اسباب هذا العنف الذي أتى على الاخضر واليابس في المغرب؟ و من المسؤول ؟ و كيف يمكن اعادة الورود إلى مكانها و زرع بذور السلم والخير في المجتمع المغربي عوض العنف …
أنا لست متخصصا في علم الاجتماع و لا متخصصا في القانون و لا متخصصا في علم الجريمة ، لكنني إعلامي اسلط فقط الأضواء على ما اصبح يشكل حجرة عترة امام القيم خاصة و امام الاخلاق و امام الواقع و غياب بوادر التسامح و التعايش و السلم …
اذن لنتساءل ، اين الجهات المعنية المسؤولة من انتشار ظاهرة العنف في المغرب؟ و اين النخب المعول عليها ؟ و اين المثقف و المهتم و اين دور السياسي المنتخب ؟ و اين دور المعلم و الاسرة و المدرسة؟
ان ما نراه اليوم من انتشار العنف بشكل مخيف في مواقع التواصل الاجتماعي و في الأوساط الثقافية و العلمية و السياسية والدينية و الحكامة و القرارات و تنزيل القوانين و داخل الأسر … الخ
يجعلنا ايضاً نتساءل عن مستقبل الاجيال الحاضرة و تداعيات هذا العنف المدمر على الحاضر والمستقبل و العطاء؟
و يبقى السؤال المحير متى ستتحرك الجهات المسؤولة المعنية و النخب ، لإيجاد حلول ناجعة و سريعة لوقف تزايد معضلة العنف في المغرب ؟
افتتاحية صوت المغرب الحر
عن مدير نشر صوت المغرب الحر
Commenti