أطفال المغرب بين الضياع و غياب الدولة و فشل السياسات العمومية

كم تألمت و أنا أرى مجموعة من الأطفال المغاربة تتحدث عنهم وسائل الإعلام الإسبانية و بعض المواقع الإلكترونية المغربية و حتى الدولية…

كم تألمت و أنا أسمع لروبورتاجات تتحدث عن دخول مجموعة من الأطفال المغاربة لمليلية المحتلة أو لسبتة المحتلة ، سباحة ، تاركين وراءهم آباءهم و أمهاتهم و أخواتهم ، و تاركين وراءهم دولة عريقة بمؤسسات و وزارات و وزراء بسيارات فاخرة و مكاتب مكيفة ، و قصور ملكية محروسة تقارب المائة في مجموع البلاد، و تاركين وراءهم مباني فاخرة و أطول برج في إفريقيا الذي يطل على دواوير مهمشة و على فيلات و مؤسسات فاخرة….

قطعوا البحر سباحة ، أطفال ، قاصرون ، كان من الواجب أن يكونوا في المدارس أو في بيوتهم مع آبائهم و أمهاتهم و هم يراجعون دروسهم أو يهيؤون ملابس الدخول المدرسي …

قطعوا البحر سباحة ، و تركوا وراءهم ، برلمان يرأسه متهم بشبهات فساد ، و لا أحد يحاسبه، و تركوا وراءهم رئيس الحكومة صاحب البرنامج الاخضر، و هو كذلك لا أحد يحاسبه ، و تركوا وراءهم وزير العدل الذي يتحدث كما يشاء و لاأحد يحاسبه على افعاله و أقواله ، و تركوا وراءهم مشاريع كروية تعطى لها الأولوية و تركوا وراءهم مستشفيات غير مجهزة و مكتبات منعدمة و ملاعب القرب غائبة و مراقبة الاطفال في الشارع منعدمة ، و تركوا وراءهم صناديق مغلوقة مخصصة للكرة و للمهرجانات و للرقص و للتبوريدة ، و تركوا وراءهم الفوسفاط و السمك و المناجم و الغلاء ، و تركوا وراءهم وعود السياسيين الكاذبة و خطب الملك النائمة و دستور غير مفعل و لوبيات مافيوزية فوق القانون تتحكم في اقتصاد المغرب و سياسته و قراراته و تركوا وراءهم الفساد المستشري بدون مساءلة و لا محاسبة ولا محاكمة …

أين الملك المسؤول الأول ؟ اين الأميرات والأمراء؟ أين الحكومة أين الوزارات أين الضمير المسؤول ؟، و أطفال المغرب بين الضياع و غياب الدولة و فشل السياسات العمومية …

افتتاحية صباح الخير يا وطني

عن مدير نشر صوت المغرب الحر